*كرهت جميع الطغاة لأن الطغاة يسوسون شعبا من الجهلة ومن أجل أن ينهض
العدل فوق الذكاء المعاصر.فليس كل من يستيقظ صباحا مكرها ليلوث الوجود
من حوله مواطنا وليس كل من ينبض قلبه حيا...*
هذه كلمات للشاعر الكبير محمود درويش في خطب الديكتاتورالموزونة تصور
لنا الواقع العربي على صورته الحقيقية دون تنميق اومبالغة واقع مليء بالجهلة
والأميين في حين نوصف أننا النبغاء في عصرنا أما المجتمع النرويجي فقد
إحتفل بآخر أميي في البلاد سنة 1965 .
بما ان موضوعنا له علاقة وطيدة بكرة القدم والرياضة العربية عامة فالمشهد
نفسه يحكي عن تعاستنا وشقائنا وكل مانعيشه يوميا من مد وجزر وتخبط في
سياسات عقيمة لم نرى منها سوى وعودا بدون تطبيق وأكاذيب دون عمل
جدي وواقعي .
إن كرتنا العربية تعيش حالة من التردي على شتى المستويات خاصة مجال
التسيير الذي يشهد تساقطا لرؤوس المسيرين الواحد تلوى الأخر .وميلاد
إتحادات كرتونية بشكل قيصري يترأسها فاشيون نهبوا كل خيرات الأمة
العربية حتى قيل فينا نحن العرب:من أراد ان يصبح مليونيرا فليصبح عربيا.
بكل تأكيد لسنا راضين على هذا الواقع التعيس الذي يشبه فيلما غاية في
الصعوبة ذو مشاهد تراجيدية تغلب فيها الأزمات والكرب على المشاعر
والحواس وتفرض هيمنتها المشبعة بالتعاسة على البشر والحجر.حيث يتحول
اللون الأخضر الى لون مقرف يرمز إلى السكون والجمود وإلى الموت وليس
الحياة .
هذا جزء من واقع التسيير في منظومة كروية مفككة غلبت عليها المصلحة
الشخصية يقودها ليس ربان واحد وإنما ربابنة تربوا في الجهل والأمية وكما
يقال فالسفينة بلا ربان مصيرها هو الغرق المحتوم.
طبيعي أن يؤدي كل هذا الفساد والتخلف عند مسيرينا إلى وضعية متردية
لن يسعفنا الوقت في علاجها وماهذا إلا جزء صغير من جبل الجليد العائم
وماخفي منه أعظم.
فمتى تكون لمسؤولنا رؤية مستقبلية واضحة ؟ومتى يستقيل الفاشلون وحتى
الفاشيون؟
أسئلة قد يجيب عنها التاريخ يوما وربمى قد تبقى معلقة إلى مالانهاية.